مسؤوليات الرئاسة.. في أقوال الشيخ زايد آل نهيان

سبت, 10/05/2024 - 11:17

 

صدرت عن مؤسسة رسالة السلام للأبحاث والتنوير، طبعة جديدة من سلسلة «أقوال الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان»، إعداد المفكر العربي علي محمد الشرفاء الحمادي، في تسعة أجزاء، يحمل كل جزء عنوان مختلف.

وبهذه المناسبة ننشر مقتطفات من السلسلة القيمة التي تشتمل على خلاصة تجربة من القيادة العظيمة على مدى خمسة عقود، فهي مسيرة رجل تاريخي يحتذى به، المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان.

في الفصل الثاني من كتاب «القيادة التاريخية» عنونه المفكر العربي علي محمد الشرفاء الحمادي، بـ«مسؤوليات الرئاسة»:

«إنَّ العملَ الذي نُؤَدِّيه لوطننافي هذه الدنيا هو خيرُ ما نذهب به إلى الدار الآخرة»

زايد بن سلطان آل نهيان

مصلحة الوطن العليا هي الأَولى بالاعتبار

إنَّ مصلحة الوطن العليا فوق كلّ اعتبار، ويجب أن تسبق بالأولوية والاهتمام والغاية أية مصلحة أخرى، وذلك مواصلة للمسيرة الاتحادية للدولة، وتحقيقاً للمزيد من الإنجازات والخدمات في سبيل توطيد أركان دولة الاتحاد، وتحقيق رفاهية المجتمع وتقدّمه .

ومن الضروري إبداء مزيد من الاهتمام بكافة القضايا التي تهمّ أمن واستقرار ورفاهية المجتمع، وبذل المزيد من الجهود في سبيل تدعيم الاتحاد في الداخل والخارج؛ لتحقيق ما يتطلع إليه كلُّ مواطن، والعمل لما فيه مصلحة الوطن، واستقراره وأمنه بكل تجرّدٍ ونكرانِ ذات .

لقد كنتُ أفكر دائماً في خدمة أبناء وطني، كنتُ أفكر في سعادتهم قبل أن تكون لدي السلطة وقبل أن تتوفر لي الإمكانيات التي أنعم الله بها علينا مع ظهور البترول، إن شعبنا قد حُرِم كثيراً في الماضي من الخدمات والمرافق التي كان يتمتع بها غيره.

وقد آن الأوان لأن نعوّض شعبنا ما فاته لينعم بما أعطاه الله من خير وفير.

إنَّني مِثْلُ الأب الكبير الذي يرعى أسرته ويتعهّد أولاده ويأخذ بيدهم ويتعهدهم حتى يجتازوا مرحلة المراهقة.

إنَّ واجبنا أن نوفِّر كلَّ الفرص أمام مواطنينا ليرتادوا كلَّ الأنشطة، ونوفّر لهم أنواع الدعم حتى يأخذوا دورهم في العملوالبناء.

المسؤولية والنزاهة

إنّ الشخص لا يجب أنْ يُكَلَّف بمهمة جوهرية قبل معرفة قدرته على تحمُّل المسؤولية ، ونزاهته والإخلاص للعمل وعدم التدنُّس.

إذا توفَّرتْ في الشخص الخِصال الطيبة كالنَّزاهة والقدرة على مواجهة العمل ومراعاة الصالح العام وتحقيق العدالة فهو إذن يمكن الاعتماد عليه والثقة به .

وبدون هذه الخصال فإنّ أية خبرة أخرى تتضاءل وتصبح عديمة القيمة، كما أن عدم نزاهته لا تمكّنه من المجابهة لضعفه.

لهذا لا يجب الاعتماد على الشخص الملوَّث أبداً

إني أوصي بالرجال الذين يتحلَّون بالصفات الحميدة .

ومن الضروري تشجيع الدورات التدريبية على كافة المستويات الإدارية والفنية باعتبار أن الانسان هو العنصر الأساسي لكل تقدم.

إنَّ أثمنَ ثروة لهذا البلد هي الإنسان الذي يجب أن نعتني به كلَّ العناية ونوفر له كل الرعاية.

لا فائدة للمال بدون الرجال.. فالمال زائل كالمحروقات.

وستبقى خالدةً على مرَّ الزمان كلُّ الجهود التي تُبذل لإعداد المواطن الصالح والعمل الصالح الذي يسهم به المواطن لبناء وطنه وخدمة أهله وأمته .

واعلموا (زايد مخاطباً الوزراء)!

أن العمل هو الذي يبقى تفتخر به الشعوب.

والله سبحانه وتعالى خلقنا بشراً، وفضّلنا على الحيوان، لنعبده، ونعمل في حياتنا، كما نعمل للآخرة أيضاً، ذلك ما أمر به الله سبحانه وتعالى وفَرَضه علينا في قرآنه وشرائعه، وقد خلق الله البشر ليعملوا في هذه الأرض، وفضّلهم على كافة مخلوقاته، ليعملوا بإيمان..

فيجب علينا أن نؤدي هذه الأمانة التي عهد بها إلينا.

إن عليكم (للوزراء) المصارحة والصدق في القول، وذلك ما آمُلُه فيكم، ويتوقعه كل مواطن، لخدمة هذا الوطن ، والعمل لما فيه صلاحه واستقراره وأمنه.

المسؤولية وتقوى الله

إنَّ الإنسان يفنىَ والعمل يبقى:

وكلُّ منا يجب أنْ يمتليء قلبه بإحساسٍ حيٍّ برقابة الله عليه في كلَّ حركة من حركاته ، وفي كلِ تصرف من تصرفاته، وفي كلِّ عمل، يأتيه.

إن العمل الذي نؤديه لوطننا في هذه الدنيا

هو خير ما نذهب به إلى الدار الأخرى.

إنّ إيماننا بالبعث والحساب يتولد عنه اليقين بأن هذه الحياة ليست إلّا مزرعة للحياة الأخرى فمن أحسن في الأولى ضمن الفوز في الثانية.