
قال تعالى: (شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَىٰ وَالْفُرْقَانِ ۚ فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ ۖ وَمَن كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَىٰ سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ ۗ يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَىٰ مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ) (البقرة: 185).
فهم الآيات القرآنية وتطبيقها على أرض الواقع في المعاملات والعبادات، ضرورة لا بد من معرفتها وتنفيذها.
قال تعالى: (إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَعَلَىٰ رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ (2) الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ (3) أُولَٰئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقًّا ۚ لَّهُمْ دَرَجَاتٌ عِندَ رَبِّهِمْ وَمَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ) (الأنفال: 2- 4).
وذمَّ القرآن الكريم من ترك التدبر ولم يتأثر به، حيث قال تعالى: (وَإِذَا تُتْلَىٰ عَلَيْهِ آيَاتُنَا وَلَّىٰ مُسْتَكْبِرًا كَأَن لَّمْ يَسْمَعْهَا كَأَنَّ فِي أُذُنَيْهِ وَقْرًا ۖ فَبَشِّرْهُ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ) (لقمان: 7).
رمضان شهر القرآن
المفكر العربي علي محمد الشرفاء الحمادي، استشهد بقول الله سبحانه وتعالى في سورة طه: “فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلا يَضِلُّ وَلا يَشْقَى(138) وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى (139) قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَى وَقَدْ كُنتُ بَصِيرًا (140) قَالَ كَذَلِكَ أَتَتْكَ آيَاتُنَا فَنَسِيتَهَا وَكَذَلِكَ الْيَوْمَ تُنسَى (141)” (طه).
وذكر أنه توضح الآية الكريمة أن هدى الله هو القرآن، كما أنه الحل السريع لإنقاذ الأمة، بعدما أعرض الإنسان عن تلاوته والتدبر في آياته ومعرفة مراد الله فيها من خير وصلاح لعباده ليخرجهم من الظلمات إلى النور، وليعيشوا سعداء آمنين في الحياة الدنيا ويأمنوا الحساب في الآخرة، تحكمهم التشريعات الإلهية، التي تدعو للرحمة والعدل والسلام بين جميع خلقه مِن بني الإنسان، متبعين قيم القرآن والفضائل الإنسانية من عدم الظلم، واحترام حقوق الإنسان التي شرعها الله في كتابه المبين وعدم أكل أموال الناس بالباطل، وتحريم قتل النفس التي حرّم الله، ومَدْ يَدِ المساعدة للفقراء والمساكين، ونشر التعاطف بين الناس، وإسعاف المرضى وإغاثة الملهوف، وكثير من الأخلاقيات السامية التي يدعو القرآن الناس للتمسك بها سلوكًا وعملًا صالحًا لبناء مجتمع السلام دون حقد أو غِلٍ أو حسد أو عداوة أو بغضاء.
إخوة في الإنسانية
وأضاف: مجتمع لا يوجد فيه بائس ولا فقير، ولا جبار فيه ولا حقير، كلهم إخوة في الإنسانية، ربهم واحد وخالقهم واحد وكتابهم واحد -القرآن الكريم- وإمامهم واحد (الرسول الأمين)، وحسابهم يوم القيامة عنده، لن يفرِّق بين غني وفقير، ولا نبي ولا سلطان، ولا جبار وضعيف. فالجميع يقفون بكل الذل والخشوع أمام رب الناس وخالق الكون لا يمتلكون شيئًا من أمرهم.
وتابع: حيث يصور للناس رب العالمين، ذلك الموقف الرهيب بقوله: (وَأَشْرَقَتِ الْأَرْضُ بِنُورِ رَبِّهَا وَوُضِعَ الْكِتَابُ وَجِيءَ بِالنَّبِيِّينَ وَالشُّهَدَاءِ وَقُضِيَ بَيْنَهُم بِالْحَقِّ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ) (الزمر: 69).