*محمد محمود عارف* #الحرابي_السياسية

أحد, 12/22/2019 - 14:03

*محمد محمود عارف*
#الحرابي_السياسية

الحرباء لمن لايعرفها هي حيوان يجيد التلون بحيث أنها إذا كانت على غصن شجرة مثلا تأخذ لونه فلا تكاد تراها بل تظنها غصنا من الأغصان , لكن في الفترة الأخيرة أتضح لي أنها ليست الوحيدة فبعض البشر أيضا يجيد التلون وان كان من نوع آخر أبشع و أكثر خطورة ، فهؤلاء يتلونون في شخصياتهم بحسب الزمكان لإصطياد بعض الرشاوي أو فريسة من الحجم الكبير (وظيفة) تمكن من امتصاص أموال الشعب رويدا رويدا إلى أن ينهار , يكون هؤلاء أكثر جوعا و إستعدادا للإنقضاض على الفريسة حسب حجمها و دسومتها فتزداد سرعة تغير اللون ويرتفع إحتمال نجاح المحاولة غير آبهين بما يترتب على ذلك من مخاطر وأضرار جسيمة قد تلحق الآخرين ولعل هذه حالة أغلب ساستنا.... للأسف الشديد
تجدهم خانعين إذا أحب السلطان التجبر وعلماء اذا أحب العلم وأبطال لايشق لهم غبار إذا أراد القتال ، يصوبهم اين ما شاء و كيفما شاء ، ويطلقهم على من يشاء ، دون اعتراض منهم أو أعتذار منه ، ليمثلوا دور المخدوع في ما بعد على هذا الشعب المطحون إذا ما جاء آخر جديد ،
فيحاربون اليوم الرئيس السابق بنفس السيوف التي كانوا يمهدون له بها الطريق لتمرير ما أراد دون أن ينبسوا ببنت شفة ، لأنه لم يعد يملك مفاتيح المخزن الذي يضعونه نصب أعينهم ويجعلون منه أسمى أهدافهم ويسيل لعابهم كل ماتغير حامله فربما يصطادون أكثر هذه المرة 
يناقضون أقوالهم السابقة دون ان يشعروا بذرة خجل او يرف لهم جفن مع ان الأبدان تقشعر لدناءة هذا الفعل ، يرفعون أحدى أياديهم لتحيتك بينما يسندون من يتربص بك بلأخرى ويصدق فيهم المثل الشعبي (تظحك لك سن تحتها سم) ، يطالبون بتنصيبك ملكا اليوم ، ثم يشهرون سيوفهم في وجهك غدا وربما عن الغد يستعجلون إذا أقتضى الأمر ، ولا أستغرب إن خدع أحدهم بهؤلاء فهكذا تفعل الحرباء مع فريستها غالبا  
ثم أنني لكم ناصح أمين ، خافوا على أنفسكم قبل أن يطالكم غضب شعب أنهكه الخنوع ، تزورون أقاويله وتقتاتون على حساب تعاسته وهذا ما لن يدوم فلابد أن ينجلي هذا الظلم يوما .
دمتم في حفظ الله ورعايته والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
محمد محمود عارف احمد عبدي