عين ياقوت المفجوعة تبكي ابنها البار وفقيد الجزائر احمد قايد صالح

أربعاء, 12/25/2019 - 14:28

تخيم ملامح حزن عميق على مدينة عين ياقوت التي تبعد بـ30 كلم عن باتنة التي لم تستفق بعد على ما يبدو من صدمة الرحيل المفاجئ لابنها البار وفقيد الجزائر المجاهد قائد أركان الجيش الوطني الشعبي ونائب وزير الدفاع الوطني المرحوم صالح أحمد قايد حسب ما لوحظ  أمس.

الكل في هذه المدينة الصغيرة الهادئة متأثر ومن سكانها من يبكي في صمت "عمي صالح"  كما يحلو لأبناء عين ياقوت تسميته وهو الذي لم ينس يوما مسقط رأسه فكان يتردد من حين لآخر على هذه المدينة رغم التزاماته الكثيرة وفقا لما أكده ابن عمه محمد أحمد قايد.

وقال المتحدث إن المرحوم "كان متواضعا مع أبناء قريته ومتواصلا مع عائلته رغم اضطرار عائلته لمغادرة بلدته إلى عنابة سنة 1957 بعد اكتشاف العدو الفرنسي آنذاك لعملها الثوري".

وبمدخل زاوية سي عثمان أحمد قايد جد المرحوم أحمد قايد صالح الواقعة بقرية "قابل ياقوت" مسقط رأس الراحل التي حج إليها سكان مدينة عين ياقوت بمجرد الإعلان عن خبر الوفاة المفاجئة لفقيد الجزائر التقت وأج بقريبه الحاج الساسي بلولة الذي كان بصدد استقبال جموع المعزين الذين قدموا من مختلف أنحاء الوطن بمعية العديد من أقارب الراحل.

وبتأثر كبير، اعترف بأن "أحمد قايد صالح عاش من أجل الجزائر ومات من أجلها وعلى الشباب أن يجعلوه قدوة من أجل المحافظة على أمانة الشهداء والمجاهدين". مضيفا أن "حب الرجل و صدقه وإخلاصه ووفاؤه لوطنه هو الذي دفع بهذه الجموع الغفيرة للتوافد على المنطقة في هذه اللحظات العصيبة".

فيما تطرق محمد سعدون وهو جار لعائلة أحمد قايد و أحد رفاق طفولة ابنها صالح وأحد القائمين على المدرسة القرآنية التي شيدها أحمد قايد صالح بالمنطقة تكريما لجده لـ«إنسانية فقيد الجزائر والمؤسسة العسكرية وحبه لعمل الخير"، متحدثا عن تتبعه لشؤون الزاوية والمدرسة القرآنية وحرصه على تشجيع ومكافأة أوائل الحافظين لكتاب الله فيها سنويا وزيارته لها كلما سمحت له الفرصة كانت آخرها منذ حوالي 3 أشهر".

وأفاد إمام مسجد عثمان بن عفان بباتنة، علي بن نية، بأن "الفقيد قضى حياته كاملة في خدمة الوطن، حيث عاش مجاهدا ومات مجاهدا وقد ضاعف الجهود في العشرة أشهر الأخيرة رغم بلوغه سن الثمانين من أجل حماية البلاد والوقوف إلى جانب الشعب الجزائري في المحنة التي مر بها".

وأجمع كل الذين التقت بهم "وأج" بعين المكان والذين قدموا خصيصا لتأدية واجب العزاء ومنهم أوشن عزيز من أعيان سوق نعمان بولاية أم البواقي ومحمد الطيب لكحل من بلدية قصر الأبطال بولاية سطيف وآخرون من الوادي وعنابة وورقلة وحتى من بشار على أن "المرحوم سهر من أجل سلامة وأمن البلاد والعباد وأوصل الجزائر بحنكته وتبصره إلى بر الأمان دون أن تراق قطرة دم واحدة وهذا ما سيشهد به التاريخ لابن الجزائر وهو الذي كافح بالأمس المستعمر من أجل استقلال الجزائر".

وتشهد قرية "قابل ياقوت" بعين ياقوت مسقط رأس المرحوم توافدا متواصلا لجموع المعزين من مختلف ولايات الوطن.