القصة الكاملة لـ «باص الموت» الذي هز نواذيبو

خميس, 12/26/2019 - 02:30

الاخبار ميديا /  عاشت مدينة نواذيبو، العاصمة الاقتصادية لموريتانيا، اليوم الأربعاء واحداً من أكثر أيامها حزناً، عندما تعرض باص نقل خصوصي لحادث سير أودى بحياة 12 شخصاً، في واحد من أبشع الحوادث التي شهدتها طرق موريتانيا خلال السنوات الأخيرة.

لقد بدأت قصة الباص الذي أصبح بعض سكان نواذيبو يسمونه «باص الموت»، عندما غادر مقر الشركة التابع لها عند تمام الساعة السادسة صباحاً، وعلى متنه 13 مسافراً، بالإضافة إلى السائق ومساعده وأحد موظفي الشركة الخاصة (مُسير مكتبها في نواذيبو).

مراسل «صحراء ميديا» الذي تابع تفاصيل القصة من بدايتها، نقل عن مصادر في الشركة، قولها إن أربعة من المسافرين الذين حجزوا تذاكر على متن الباص تخلفوا عن موعد انطلاقه (السادسة فجراً)، ما دفع الشركة إلى استبدالهم بأربعة آخرين كانوا قد وصلوا إلى مقر الشركة ولكن حجزهم كان على متن الباص الموالي (السابعة صباحاً).

انطلق «باص الموت» عند تمام الساعة السادسة فجراً، وعلى متنه 16 شخصاً، وكان من المفترض أن يصل إلى العاصمة نواكشوط في حدود منتصف النهار، أي بعد ست ساعات من السفر لقطع مسافة 480 كيلومتراً، ولكن القدر أراد لهذه الرحلة أن تتوقف بعد قطع 130 كيلومتراً فقط.

الحادث !

مصادر «صحراء ميديا» أكدت أن الحادث وقع عند حوالي الثامنة والنصف صباحاً، بعد دقائق من تجاوز الباص لنقطة تفتيش تابعة للدرك الوطني في مقاطعة بولنوار، كان عناصرها هم أول الواصلين إلى موقع الحادث، تلاهم حاكم وعمدة بولنوار الذين بقيا في مكان الحادث.

عند حوالي الساعة التاسعة عقدت السلطات الإدارية والأمنية في مدينة نواذيبو اجتماعاً طارئاً ناقشت فيه وضع خطة لإغاثة الضحايا، وعند حوالي التاسعة والنصف بدأت تتحرك سيارة الإسعاف الوحيدة التابعة للمستشفى الجهوي في نواذيبو، ولكنها كانت آخر الواصلين.

نُقل بعض الجرحى على متن سيارات مدنية عادية، بما في ذلك أحد موظفي شركة النقل المسيرة للباص، الذي أصيب بكسور وهو الذي كان يجلس في الكراسي الخلفية، ونقل إلى المستشفى على متن سيارة أرسلها صاحب الشركة.

فيما وصلت إلى مكان الحادث سيارة إسعاف تابعة لرجل أعمال أرسلها عندما علم بأن أحد عماله كان على متن الباص، ولكنها وصلت هي الأخرى متأخرة، فنقلت جثمانين أحدهما للعامل الذي وصلت لإغاثته.

كما تدخلت فرق متخصصة قادمة من مقر شركة «تازيازت»، نقلت سيارة إسعاف تابعة لها أحد المصابين إلى المستشفى الجهوي بنواذيبو، بينما تولت الفرق الفنية المجهزة بمعدات ثقيلة عملية إزالة الشاحنة ومباشرة استخراج جثامين الضحايا.

بينما طرح سكان نواذيبو العديد من الأسئلة حول عدم تحرك سياراتي إسعاف تابعتين للشركة الوطنية للصناعة والمناجم (سنيم)، وسيارتين أخريين تابعتين لخفر السواحل، وسيارتي إسعاف في ثكنة عسكرية بمدينة الشامي.   

نقلا عن صجراء ميديا .