قالت واشنطن بوست إن شعب الإيغور المسلمين وكذلك الأقليات العرقية الأخرى في الصين يواجهون استجابة بكين القاسية لوباء كورونا وبلطجتها التي تضاعف آلام هذه الأقليات جراء إخضاع الملايين منهم أصلا لقيود شديدة.
وورد بالصحيفة في مقال للكاتب الأميركي جوش روغين أن نشطاء الإيغور يقدمون حاليا أدلة على أن رد فعل السلطات الصينية على كورونا يتسبب في تجويع شعبهم وتعذيبه بمن فيهم الذين يوجدون خارج معسكرات الاحتجاز، كما أن هناك تقارير منفصلة تفيد بأن السلطات تجبر الإيغور على العودة للعمل بالمصانع التي أُغلقت بسبب الوباء رغم المخاطر المستمرة.
وقال روغين إن "مشروع الإيغور لحقوق الإنسان" ومقره واشنطن، أصدر أمس إحاطة شملت مقاطع فيديو بلغة الإيغور ووسائل التواصل الاجتماعي بشأن الظروف القاسية في مقاطعة شينغيانغ التي يمثل الإيغور أغلبية بها. وتظهر مقاطع الفيديو، التي لا يمكن التحقق منها بشكل مستقل، الإيغور وهم يواجهون نقصا حادا في الطعام. وتقول المجموعة إن مزاعمها تؤكدها التقارير الإخبارية والرسائل التي تلقاها أفراد الإيغور في الشتات من أسرهم أو أصدقائهم في الأسابيع الأخيرة.
تحذيرات مبكرة
وقال المدير التنفيذي للمشروع عمر كانات في مؤتمر صحفي أمس إن التقارير التي تحكي عن اليأس والمعاناة بين الإيغور حقيقية، وإن الإيغور في الشتات وبمجرد أن سمعوا عن تفشي كورونا بدؤوا على الفور في التحذير من أنهم يواجهون الآن تهديدا جديدا بالكامل يمكن أن يقتل بسهولة غالبية الإيغور.
وأضاف أن السلطات الصينية أجبرت أواخر يناير/كانون الثاني الماضي الملايين من سكان شينغيانغ على البقاء في الحجر الصحي بمنازلهم دون سابق إنذار ودون التحوط بتوفير الغذاء. وفي أحد مقاطع الفيديو المتداولة على نطاق واسع بين الإيغور، هناك رجل يصيح في وجه السلطات "أنا أتضور جوعا. زوجتي وأطفالي يتضورون جوعا"، ثم يبدأ في دق رأسه على عمود ويصرخ "هل تريدون قتلي؟ اقتلوني".
وفي العديد من المنشورات، تردد أنه خُتم على أبواب المنازل التي يقطنها الإيغور باللغة الصينية لتأكيد عدم مغادرة السكان منازلهم. ويظهر في أحد المنشورات رجل عجوز أمروه بعدم الخروج ليرد بلغة اليوغور "وما المفترض أن آكل عندما أجوع؟ ماذا عليّ أن أفعل؟ أأكل المبنى؟".